بالصور .. اليكم أبرز معالم الفجيرة السياحية

سفاري نت – متابعات

هكذا هي فجيرة الإماراتية، مدينة حضارية يندمج فيها عبق التاريخ العريق، بسحر الطبيعة الخلاب، فإن كنت تبحث عن الثانية، فستجدها حتمًا حيث الشعاب المرجانية والصخور والأصداف الملونة وأعماق البحار التي تحمل بين خباياها الكثير عن أسرار الجمال وجاذبيته؛ كيف لا، والإمارة استثناء عن البقية في استرخائها على خليج عمان. أما عن المخزون التراثي، فلست مجبرًا مطلقا على قراءة أحد كتب التاريخ حتى يتسنى لك التعرف عليه، فهو واضح وضوح الشمس في النهار بفضل ما تكتنزه الإمارة من قلاع حصينة ومبان أثرية عريقة، شيدت في المكان منذ مئات السنين، لتظل على الدوام شاهدةً على عظمة أهل الشرق وملاحمهم البطولية، حتى أنك إذا ما أردت الاستماع إلى قصة من قصص الماضي الجميلة، فكل ما عليك فعله هو الوقوف عند أحد أبواب هذه المنشآت الرائعة. لا تتردد إذًا في السفر معنا إلى الإمارة، والكشف عن مكنوناتها وسحر جمالها الأخاذ.

أبرز معالم الفجيرة السياحية

1. حديقة عين مضب الكبريتية

%d8%ac13

تشدك الفجيرة إليها بالعديد من نقاط الجذب، لعل أبرزها استقطابها لباقة واسعة من الحدائق والمنتزهات العامة التي لطالما مثلت متنفسا حيويا تهرع إليه الأسر والأفراد للاستجمام والاستمتاع بأوقات العطلات والأعياد الرسمية. أما عن أهم هذه المتنزهات، فتستحوذ حديقة “عين مضب الكبريتية” على اهتمام الآلاف من الأسر والزوار من كافة إمارات الدولة وخارجها. وتعد هذه الأخيرة من الحدائق العريقة في المنطقة، حيث يعود تاريخها إلى أكثر من عقد من الزمن. أما عن مميزاتها، فتضم هذه الأخيرة المئات من أشجار النخيل والسدر والفيكس والشريش، بالإضافة إلى باقة واسعة من الألعاب الترفيهية، ومسبحين للمياه الكبريتية، خصص أحدهما للرجال والآخر للنساء. وليس هذا كل شيء، فالحديقة تشدك إليها أيضا بموقعها الجذاب على مسافة حوالي 50 مترا من قلعة الفجيرة التاريخية، فيما تحيطها الجبال الشاهقة والمناظر الطبيعية الخلابة من كل جانب. ويذكر أن العديد من الزوار يذهبون إلى هناك بحثا عن المياه الكبريتية المعروفة بقدرتها على معالجة الأمراض الجلدية، وأمراض الهيكل العظمي، والتهابات الأعصاب والمفاصل وغيرها.

وعن هذه الحديقة، يقول “سالم محمد علي المكسح”، مدير دائرة الأشغال العامة والزراعة بالفجيرة: «تعتبر منطقة عين مضب من أجمل المناطق الجبلية في إمارة الفجيرة، وهي من أكثر الأماكن جذبا للسياح من مختلف إمارات الدولة ومعظم أنحاء العالم، حيث تحظى بإقبال كبير من السياح وطالبي الاستشفاء من الأمراض الجلدية وأمراض الهيكل العظمي والتهابات الأعصاب والمفاصل».

2. ساحة مصارعة الثيران

%d8%ac%d8%ac13

هل أنت من عشاق المتعة والتشويق والتصوير في آن؟ لا تتردد إذا في قضاء أوقات مليئة بالتسلية والحماسة في ساحة “الميدان الأخضر” المحاذية لكورنيش الفجيرة؛ ففي عصر كل جمعة تجتمع هناك العديد من العائلات والزوار من داخل الإمارة وخارجها، وذلك من أجل متابعة أقوى مبارزات مصارعة الثيران المليئة بالإثارة وروح التنافس. تبدأ المسابقة بعدد كبير من الثيران المشتركة، قبل أن تنتقل الفائزة منها فقط في كل جولة إلى المرحلة الموالية، ليبقى النزاع في النهاية بين ثورين عادةً ما يكونا ضخمين ومدربين، وبمجرد أن يدفع أحدهما الآخر لمسافة طويلة أو يسقطه على الأرض يعلن الحكم عن نهاية المسابقة والمنتصر فيها. وعن هذا الحدث المميز، يقول “سعيد السماحي”، مدير هيئة الفجيرة للسياحة والآثار: «مصارعة الثيران من الفعاليات التي يحبها السياح والمواطنون، حيث إن ساحة الميدان الواقعة غرب كورنيش الفجيرة والتي تقام فيها الفعاليات تشهد ازدحاما شديدا يوم الجمعة بعد صلاة العصر من قبل السياح والزوار العرب والأجانب الذين يأتون من مختلف امارات الدولة لرؤية هذا الحدث التراثي، والذي يعبر عن تاريخ أهل الفجيرة، حيث إنها من أبرز الأنشطة الشعبية التراثية التي اشتهر فيها أهالي الفجيرة والساحل الشرقي منذ مئات السنين، وما زال الأهالي مهتمين بهذه الرياضة، ويشاركون فيها ويتنافسون على الثور الفائز».

3. مسجد البدية

 %d8%ac%d8%ac%d8%ac%d8%ac%d8%ac13

على الطريق الممتد بين مدينة خورفكان ودبا الفجيرة وبالقرب من تل حجري صغير،  يقف هذا المسجد الرائع كتحفة معمارية من التراث، مستندا بخلفيته إلى الجبال الشامخة، فيما تطل واجهته على البحر؛ في مشهد ساحر يأسر القلوب. ويعد هذا المعلم من أبرز الوجهات التاريخية في المنطقة بوصفه أعرق مسجد في الدولة، حيث تعود نشأته إلى سنة 1447 ميلاديا. وبالرغم من تاريخه الضارب منذ القدم، إلا أن الصلاة في هذا الأخير لا تزال تقام  إلى اليوم. أما عن هندسته المعمارية فقصة أخرى، إذ يعرف الجامع أيضا باسم المسجد العثماني، وذلك نسبةً إلى طراز عمارته. وعن هذا الموضوع، قال مدير إدارة التراث والآثار في الفجيرة “أحمد خليفة الشامسي”: «المسجد ذو شكل مربع طول ضلعه 15 ياردة، وله باب واحد، ومحرابه يتكون من فسحة بطول ياردتين وعرض ياردة واحدة، فيما يتكون منبره من سلم به ثلاث درجات». وأضاف “الشامسي”: «يقع المسجد في باحة مفتوحة، محاطة بسور لا يزيد ارتفاعه عن متر ونصف المتر، مبني من الحجارة الصلدة والطين والتبن، وتحمل جدرانه المبنية من حجارة البازلت  آثار نقوش وزخارف طمست معالمها بفعل الزمن، وفيها فتحات يدخل منها الضوء وكوات لوضع المصابيح». ويذكر أن إدارة التراث والآثار قد قامت في وقت لاحق بترميم المسجد وإعادة تأهيله كموقع سياحي، وذلك بالتعاون مع قسم المباني التاريخية في بلدية دبي.

4. متحف الفجيرة

%d8%ac%d8%ac%d8%ac%d8%ac%d8%ac%d8%ac13

يعد متحف الفجيرة واحدا من أبرز المتاحف المنتشرة في دولة الإمارات، وذلك لما يزخر به من مقتنيات تعرض للزائر ماضي الإمارة وتطور الحياة فيها. كان ذلك في بداية السبعينات عندما نشأت فكرة تأسيس هذا المعلم التاريخي والسياحي الهام حتى يكون هذا الأخير بمثابة الحافظة لكل الأثريات التي عثرت عليها بعثات التنقيب وخبراء الآثار على مدى السنوات الماضية في مختلف مناطق الإمارة. وتعد الآثار المعروضة هناك إرثا حضاريا نادرا يروي لك تفاصيل حياة الشعوب التي توالت على أرض الفجيرة منذ آلاف السنين، بدءًا بفترة ما قبل الميلاد، ثم العصور الإسلامية وصدر الإسلام وما بعد ذلك، إلى حين الوصول إلى العصر الحديث. ويتكون المتحف من ثلاث قاعات تراثية، واثنتين للآثار، إلى جانب واحدة أخرى تضم معروضات إسلامية مصنوعة من السراميك والفضة والنحاس. كما يعرض هذا الأخير أيضا منسوجات قطنية وحريرية، بالإضافة إلى قطع من الحلي النسائية المصنوعة من البرونز والفضة، وأواني الفخار المزخرفة. وبالرغم من أن هذا المعلم الرائع يعد من أهم المزارات السياحية في الإمارة، فقد كشف “السماحي”عن توجه الحكومة نحو تشييد متحفين جديدين في محيط قلعة الفجيرة، وذلك لعدم قدرة المتحف الرئيسي على استيعاب حجم اللقى الأثرية والقطع الأحفورية التي نتجت عن عمليات التنقيب المستمرة منذ سنوات، والتي يقدر عددها حاليا أكثر من 3 آلاف قطعة أثرية،  تعتبر غالبيتها من القطع النادرة جدا.

5. قلعة الفجيرة

%d8%ac%d8%ac%d8%ac%d8%ac%d8%ac%d8%ac%d8%ac%d8%ac%d8%ac%d8%ac13

عاقدة العزم هي على الثبات والصمود، ومصرة على أن يكون لها وجود في كل مشهد يعرضه التاريخ على مسرح الحياة، فهي تأبى أن تندثر أو تمحى معالمها، لتظل على الدوام شاهدةً على عصور مضت وولت. إنها قلعة الفجيرة، أكبر القلاع في الإمارة، وأكثرها عراقةً، حيث يعود تاريخ بنائها إلى الفترة الممتدة ما بين 1500م و 1550م. وتطل عليك هذه الأخيرة من قمة تل صخري، على علو يقارب العشرين مترًا، بتصميم فريد، يختلف تمامًا عن كل القلاع الأخرى؛ كيف لا، وهي التي شيدت على يد الأهالي القدامى، فكان شكلها غير منتظم، و لا يخضع لأية أبعاد تضاريسية، بل أخذت تفاصيل الربوة التي بنيت عليها. أما عن التخطيط، فتتكون القلعة من ثلاثة أبراج دائرية وآخر مستطيل الشكل، علاوةً على طابقين وسطح، فيما تم الاعتماد في بنائها على المواد المحلية كالحجر والحصى والطين والتبن ومادة الصاروج. ويذكر أن الغرض من تشييد هذه القلعة كان البقاء في مأمن من كل الهجمات التي يشنها المتربصون بالمنطقة آنذاك، خاصةً البرتغاليون والإنجليز منهم. ومن ناحية أخرى تحظى هذه الأخيرة برمزية تاريخية هامة، ومن ذلك ترميمها أكثر من مرة، وكان ذلك للمرة الأولى خلال الفترة الممتدة ما بين 1650م و 1750م ، ثم أعيدت عملية الصيانة في الفترة الممتدة بين 1998م و 2000م، ولكن هذه المرة بأسلوب علمي دقيق. ويبدو أن العمل يسير بنسق حثيث حاليًا من أجل تحويل القلعة إلى متحف أثري، تعرض من خلاله كل الأسلحة والأدوات التي استخدمت في القلعة، وذلك بغاية مزيد تنشيط الحركة السياحية في الإمارة.

6. قلعة البثنة

%d8%ac%d8%ac%d8%ac%d8%ac%d8%ac%d8%ac%d8%ac%d8%ac%d8%ac%d8%ac%d8%ac%d8%ac13

عند مدخل إمارة الجميرة، وفي إطلالة متميزة على بساتين النخيل والواحات الزراعية، تشمخ قلعة البثنة كحصن أبيّ استبسل في الذود عن المكان، وكشاهد آخر على عراقة التاريخ، وعلى حرص الأجداد الأوائل على تقديم الغالي والنفيس من أجل تشييد المدن و الحدب عليها، وتقديمها للخلف كتحف معمارية تستحق الرعاية والتأمل. 281 سنةً كاملةً مضت منذ أن تم بناء هذه القلعة، ومع ذلك، فأنت تراها عتيةً، متوهجةً بطوابقها الثلاثة، وبطرازها المعماري المتميز؛ قلعة مربعة الشكل ذات باب واحد صغير لا يزيد ارتفاعه عن المتر، وتتخلل جدرانها المشيدة من الطوب المحروق فتحات تستخدم لمراقبة الأعداء. أما على جانبيها، فيرتفع عاليًا برجا مراقبة كبيران، زادا من جمال شكلها الخارجي. وليس هذا كل شئ، فالقلعة تشدك إليها أيضا بكل تلك الكنوز الأثرية المتواجدة فيها، والتي تم اكتشافها من قبل البعثة الفرنسية للآثار في تسعينات القرن الماضي، كما عثر علماء آثار سويسريون في عام 1987 على مكتشفات أخرى من الأحجار، عليها نقوش بارزة تأخذ شكل الثعبان يعود تاريخها أيضًا إلى الألفية الأولى قبل الميلاد. ولطالما حظيت قلعة البثنة باهتمام الدولة، حيث حملت صورتها على أول ورقة نقدية من فئة الخمس دراهم، و على طوابع بريدية أيضًا. وبالرغم من أنها تبدو في حالة جيدة، إلا أن ذلك لم يمنع المختصين من مواصلة أعمال الترميم حتى تظل القرية أبيةً، تروي لك على الدوام قصة شعب سكن على أرضها.

*نقلا عن زوم الامارات

عن فريق التحرير

شاهد أيضاً

قرص العسل السداسي أحدث أنماط الديكور الداخلي

سفاري نت – متابعات عندما يتعلّق الأمر بإلهام المُصمّمين، لا حدود للطبيعة الخارجية، مع كل …

اترك تعليقاً