استمتع بأجواء مشمسة ومناظر طبيعية أصيلة في جران كناريا

سفاري نت – متابعات

جران كناريا من الجزر البركانية قبالة الساحل الشمالي الغربي لإفريقيا، وتعتبر إحدى جزر الكناري؛ كبرى مدنها لا س بالماس عاصمة جزر الكناري، حيث يطلق عليها في كثير من الأحيان «القارة الصغيرة»، وهي موطن لتنوع مذهل من المناظر الطبيعية الخلابة، من شواطئها الرملية الكاسحة وغاباتها الصنوبرية ذات التربة الحمراء، إلى مرتفعاتها المتموجة وصحاريها المتربة. إن هذه الجزيرة التي تشكل جزءاً من جزر الكناري، هي عبارة عن أرخبيل إسباني يطفو قبالة الصحراء الغربية، كانت الجزيرة مستخدمة كأقرب نقطة من قبل السياح الأوروبيين من عشاق الأجواء المشمسة، إلا أن عدم مراعاة حشود السياح الكبيرة للنظام أضر بسمعتها، ومع ذلك في الآونة الأخيرة أعادت الجزيرة اكتشاف نفسها كوجهة سياحية بكر، كما أن فنادقها ومطاعمها باتت تشهد بعض التحول مدفوعة بأسواقها العصرية الراقية، فالجزيرة تلبس المجد وتتكرم به على زوارها.

تتميز الجزيرة بموقع استراتيجي ومفترق طرق بين أوروبا وإفريقيا وأمريكا، حيث كانت في يوم من الأيام مركزاً تجارياً مهماً لقرون عديدة، وترحب بالثقافات الأجنبية منذ أمد بعيد، ويتضح ذلك في كل شيء ابتداء من طعامها المحلي، إلى إيقاعاتها اللاتينية الواسعة الانتشار.

ويأتي العديد من السياح إلى جران كناريا من أجل الاستمتاع بأجوائها المشمسة وشواطئها الرملية الرحيبة، ولياليها الحالمة، حيث يكون الطقس معتدلاً ومشمساً على مدار العام، أما البقية فيأتون بأحذية التنزه الخاصة، حيث يمشون لمسافات طويلة مدفوعين برغبة شديدة لاستكشاف أنحاء الجزيرة التي تفتح للسياح ما بداخلها، لتريهم بعض ما تكتنز من مناظرها الأصيلة والخلابة.

وتمتاز الجزيرة كذلك، بقلة الحشود بشكل كبير، لا تُلقي بالاً للمنتجعات المترامية الأطراف وأماكن الترفيه الصاخبة، ففنادقها الجميلة وأماكن انزوائها المثيرة توجد في الريف، حيث يحلو الترفيه في الأمسيات مع السكان المحليين، فضلاً عن مشاهدة الإطلالات الرائعة لغروب الشمس فوق جزيرة تينيريفي المجاورة. وهناك أيضاً المناطق الشمالية النائية، التي تتميز بالجبال الخضراء، والوديان المورقة والقرى الجذابة. هذه المناظر الطبيعية هي تباين غير عادي، مقارنة بجنوبها الرملي بصحرائه الشاسعة، التي تكذب حجم الجزيرة الصغير.
فسواء أتيت إلى هنا لحضور الحفلات أو للاستمتاع بأشعة الشمس أو المشي لمسافات طويلة عبر التلال، فمن المستحيل ألاَّ تأسرك جمال جران كناريا. قد تكون الجزيرة وجهة رئيسية، إلا أنها لا تتوقف عن الإدهاش وهذا هو سر جاذبيتها.
قبل الاستيلاء على جران كناريا من قبل تاج قشتالة وهي دولة من القرون الوسطى في شبه الجزيرة الأيبيرية، كانت الجزيرة مأهولة بشعوب أصلية تتبع لقبائل البربر في شمال إفريقيا.
يعيش الكناريون الأصليون في كهوف تم حفرها بالمنحدرات، وكان لديهم تسلسل هرمي اجتماعي متطور تصدره زعيمان، حكم كل منهما مملكته، كما أن العديد من السكان المحليين ينظرون إلى الذين هلكوا خلال حكم قشتالة المبكر، كأجدادهم الأبطال.
ومع غزو جزر الكناري جران، تمت زراعة قصب السكر فيها، وهي سلعة ثمينة حققت ثروة كبيرة لكناريا لأكثر من قرن، إلى حين تدميرها بواسطة إنتاج غير مكلف في جزر الأنتيل، أعقبت فترة طويلة من التردي الاقتصادي حتى منتصف القرن التاسع عشر عندما بدأت السفن البخارية في الوصول من بريطانيا، مع الفيكتوريين المثقفين المتطلعين إلى أجواء فصل الشتاء الدافئة.
وفي عم 1881 قامت لاس بالماس بتطوير مينائها، حيث يعود الفضل الكبير للسياح البريطانيين، حيث أصبح الأكثر ازدحاماً خلال فترة زمنية وجيزة في عموم الجزر.
وفي عام 1821، لما تم الإعلان عن تنيريفي عاصمة لجزر الكناري، بدأت تستخدم وضعيتها لتوجيه التمويل من الحكومة الإسبانية إلى مشاريعها، على حساب جران كناريا، ما قاد إلى التصدع بين الجزيرتين اللتين تتنافسان الآن حتى على مستوى كرة الكرم، فحتى عام 1927 ظلت جران كناريا العاصمة المشتركة للجزر.
وقد بدأت حشود السياح بالتدفق في الستينات، لما جذبت شواطئها المذهلة البوهيميين إلى الكثبان الرملية لماسبالوماس، كما استجابت المنتجعات بتشييد الفنادق الضخمة، وأصبحت السياحة هي القطاع الذي ظل يحرك عجلة اقتصادها منذ ذلك الحين.

هل تعلم؟

– أن جزر كناري تتباهى بنشاطها الرياضي الخاص، وهو المصارعة الكنارية التي تتم ممارستها خلال المهرجانات، حيث يعتقد بأنها إحدى أقدم أشكال المصارعة التي عرفها الإنسان.
– أنه على الرغم من اسمها تعتبر جران كناريا ثالث أكبر جزيرة من بين جزر الكناري، بعد تينيريفي وفويرتيفنتورا.
– أن فرانكو كان القائد العسكري لجران كناريا عندما بدأت الحرب الأهلية الإسبانية في 1936، فخطة إبعاده عن الطريق من خلال وضعه هناك فشلت، حيث تقدم وحكم إسبانيا 40 عاماً.

الوقت الأنسب

كما هو الحال بالنسبة لكل جزر الكناري، يعتبر الطقس في جران كناريا أقرب إلى الكمال، حيث لا يمكنك مضاهاته بأي طقس في العالم، ومن النادر أن تصل درجات الحرارة في فصل الشتاء إلى ما دون 16 درجة مئوية، حيث لا يتعدى 32 درجة مئوية إلا في أوقات معينة خلال فصل الصيف.
أما الشهر الأكثر برودة فهو يناير/كانون الثاني، مع متوسط درجات حرارة يومية تصل 18 درجة مئوية، أما الشهر الأكثر دفئاً فهو أغسطس/آب، مع متوسط درجة حرارة تصل خلال ساعات النهار إلى 26 درجة مئوية، ويميل جو الأجزاء الشمالية من الجزيرة إلى البرودة قليلاً وأقل جفافاً من الجنوب.

نقاط الجذب

شاطئ ماسبالوماس

يعتبر أجمل شاطئ من بين كل الشواطئ في الجزيرة، ويتميز الشاطئ برماله البيضاء الناصعة تدعمه تلال الكثبان الرملية التي تشكلت بفعل الرياح، حيث يصل ارتفاعها 5.5 متر، ويمكن للسياح الاستمتاع بالتزلج فيها حتى خلال الأيام المزدحمة.

كويفا بنتادا المفقودة

تقع قرية كويفا بنتادا المفقودة داخل كهوف محفورة في منحدرات جالدار، فكويفا بنتادا هي آثار القرية الأصلية التي تم اكتشافها في 1978، وتضم 50 منزلاً، وتشتمل الكهوف على أعمال فنية تعود إلى أوائل قاطنيها، فضلاً عن المقتنيات الأثرية التي يعود تاريخها إلى القرن السادس عشر.

حديقة أكوالاند

هي أكبر حديقة مائية على أرض الجزيرة، حيث تتمتع بالعديد من البرك ومناطق الجذب المائية والمزالق، كما يمكن للسياح الاستمتاع في بعض المواقع بالسباحة و التشمس وبعض الأنشطة الأخرى الممتعة.

متنزه بالميتوس

يحتوي متنزه بالميتوس على عالم من العجائب الحيوانية والنباتية، ويضم أكثر من 200 نوع من الطيور، أضف إلى ذلك بيت الفراش، وحوض أسماك وبيت سحالي وحدائق الصبار الكثيفة، كما أن هناك جزيرة برايمتس، موطن لقردة الجبون ذات الأيادي البيضاء، ويُنصح أيضاً بعدم تفويت مشاهدة حيوانات الميركات المثيرة للدهشة بشكل دائم.

مراقبة الحيتان

يمكن للسياح مشاهدة الحيتان والدلافين على مدار العام في المياه الواقعة قبالة جزر الكناري، فالحيوانات التي يمكن رؤيتها في الأرخبيل، تضم حيتان العنبر، والحيتان قصيرة الزعانف والدلافين، حيث تقدم العديد من الشركات السياحية عروضاً لمراقبة الحيتان، وتتحرك الزوارق من بورتريكو.

نزهة المناظر الخلابة

يعتبر أسلوب الكتابة المتنوع لجران كناريا، عاملاً من عوامل الجذب الكبيرة بالنسبة للسياح والزوار على حد سواء، فمن المؤكد أن الجزيرة تلبي كافة الاحتياجات؛ إذ أن لديها كل شيء من الصحاري والجبال إلى الطرق الساحلية والوديان، مع مسارات تلائم جميع الفئات. كما أن مسارات التنزه مشياً على الأقدام، مزدانة بالقرى الريفية والغابات والنباتات الرائعة المثيرة.

متحف كناريو

هو متحف المستوطنين الأصليين، وهم نجومه، وقد تم تكريسه لاستيعاب ماضي حياة المستوطنين الأوائل برمته، ويتألف المتحف من مجموعة شاملة من المقتنيات الأثرية. ويضم المتحف أيضاً المجموعة الأثرية الأكثر شمولية في جزر الكناري. والجناح الأكثر شهرة هو جناح الأنثروبولوجي، الذي يحتوي على جماجم وبقايا آثار الكناري.

بويرتو دي موجان

يطلق عليه «فينيسيا جران كناريا»، بسبب القنوات المائية التي تشق المدينة، هذا الميناء ذو المناظر الخلابة هو موطن لليخوت المتلألئة والشاطئ الجميل والأزقة الضيقة المكسوة بالنباتات التي تصطف بها المحلات الحرفية.
في المساء تعتبر مطاعم رصيف الميناء، المكان المثالي للاستمتاع بعشاء مأكولات بحرية وسط الأجواء الرومانسية.

عن فريق التحرير

شاهد أيضاً

إطلاق أحدث نادي شاطئي راقي لأول مرة في رأس الخيمة

سفاري نت – متابعات أطلقت الحمرا نادي شاطئي راقي لأول مرة في رأس الخيمة سيقام …